موت سعد الدين كوبيك نتيجة لتصرفات سعد الدين كوبك فقدت الدولة بعض أركانها المهمة، فكل الذين تم قتلهم هم من أمراء السلطان السابق علاء الدين كيقباد وأعوانه المقربين وحقق بمساعدتهم مكاسب كثيرة للدولة حتى عُد عصره العصر الذهبي لدولة سلاجقة الروم. وفي خضم هذا التدهور الذي أصاب الدولة من الداخل بدأت الغارات المغولية، استفاق السلطان غياث الدين كيخسرو وأدرك أنه تم التخلص من أكابر رجال الدولة على يد سعد الدين كوبك، فبدأ السُلطان غياث الدين يحزن لفراقهم، وبدأت فيه الوسوسة لأن كوبك كان يتجرأ بالدخول عنده بسيفه، فبعث السلطان أحد غلمانه إلى مدينة سيواس عند أمير الحرس الذي يدعى “قراجة”، وأخبره بأنه كوبك عمل على قتل أركان الدولة وبدأ يدخل على السلطان بسيفه، وأمره بالقدوم بسرعة ليتدارك أمره. فقدم قراجه بصحبة الغلام متجهاً إلى السلطان في “قصر قباد آباد”، فأرسل الغلام إلى السلطان ليعلمه بقدومه، وأبدى بعض التريث والتباطؤ، ثم نزل فجأة في المساء بمنزل سعد الدين كوبك ولم يكن كوبك يخشى أحداً سواه، فلما رآه سأله: «هل وصلت إلى خدمة سلطان العالم؟ أجاب: كيف يتسنّى لي أن أذهب إلى خدمة السلطان وأحسب نفسي من المقرّبين إليه دون إذن من ملك الأمراء، إنّني أعد جانب ملك الأمراء المعظّم هو المعاذ والملاذ.» وجعل قراجه أمير الحرس سعد الدين يطمأن منه.
وأخذه كوبك في الصباح لمقابلة السلطان. ويقول صاحب كتاب “أخبار سلاجقة الروم”: «وبعد ذلك اتفق أمير المجلس مع السلطان على أنّه إذا ما حضر «كوبك» مجلس الأنس، يدفع السلطان الأنخاب لأمير الحرس فيحتسيها، ويستأذن في الخروج بحجّة الرّغبة في التبوّل، ويكون مع رفاقه مترصّدين خروج «كوبك»، فإذا خرج أعملوا فيه السيف، وخلّصوا العالم من بلائه. فشرب أمير الحرس الأنخاب وجلس في الدّهليز يترصّد خروجه، فلما خرج «كوبك» نهض واقفاً احتراماً له، فلما مرّ من أمامه أراد أن يضربه على قفاه بالعصا، فسقط العصا علي كتفه، فأمسك برقبة أمير الحرس، فسحب «طغان» أمير العلم سيفه وجرى خلف كوبك [فجرحه] فألقى بنفسه- خوفا على حياته- في «شرابخانة» السلطان، فلما رآه السّقاة مضرجا بدمه تجمّعوا عليه وبيد كل منهم سكّين أو سيف أو خنجر/ وانتزعوا روحه النّجسة ونفسه الخبيثة من جسده وألقوا بها في دركات الجحيم.
ولما أرسلوا روحه إلى سجّين، أمر السلطان بتعليق جثته النّجسة في مكان مرتفع كي تصبح عبرة لأولى الأبصار: فجعلوا أجزاء أعضائه في قفص حديديّ، وعلّقت في حبل متدل، وكان السلطان علاء الدين قد علقّ على نفس الحبل من كان لقبه «كمال» مشرف «قباد آباد» بسبب خبث «كوبك» وسعايته، فظلت جثّة «كمال» معلّقة هناك، وكان السلطان [علاء الدين] قد غضب على «كمال» وتعجّل في عقوبته، فتملّكه الندم فور تنفيذ العقوبة، وأخذ أقرباء كمال وعشيرته يتضرّعون لإنزاله من هناك ودفنه، لكنّ السلطان كان يقول: والله لا ينزل حتى يعلّق حاسده وقاصده مكانه.
ولمّا علّقت جثّة «كوبك» على المشنقة بادر أقارب كمال، فأنزلوا جثّته المقدّدة ودفنوها. وهذه من بين الكرامات التي يحكونها عن السلطان علاء الدين.
فلما تدلّى القفص من الحبل، كان عدد من النّاس قد تجمعوا لمشاهدة جثّته الممزقة إربا، وفجأة سقط القفص فأهلك رجلا. فقال السلطان: لا زالت نفسه الشّريرة تعمل عملها في هذا العالم.
ولمّا فرغ السلطان من تلك المهمّة، استدعى «جلال الدين قراطاي» (وكان «كوبك» قد أبقى عليه معزولا في إحدى النواحي) واستماله وسلّم إليه «الطست خانه» وخزانة الخاصّ. وجرى إسناد نيابة السلطان إلى شمس الدين (وكان خط العزل قد رسم على صحيفة عمله حين أسندت الوزارة إلى الصاحب مهذّب الدين).»
القصه المختصرة علي مقطع الفيديو لمقتل سعد الدين كوبيك